بفضل حُب أسرتها ودعمها لها، تعلمَتِ البطلة الرياضية السعودية كاريمان أبو الجدايل التغلُّب على مخاوفها، وتجربة ألعاب جديدة، وأن تستمرَّ في دفع نفسها إلى الأمام.
دائمًا كان إخوة كريمان يُحدِثون أصواتًا عالية ثم هدوءًا ثم أصواتًا عالية مرَّة أخرى حتى تنتبه لهم.
سمعت كاريمان هذه الأصواتَ فانتبهتْ، لكنَّها علمتْ أنهُم إخوتها يحاولون لَفت انتباهها لتنشغل عن تدرُّبها وتذهب إليهم.
كبِرت كريمان في منطقة لم يكن فيها مكان للتدريب، لكنَّها بدأت ممارسة هوايتها بالجَري حافية القدمَين في أحد ممرَّات بيتها. لم تكن تعلَم أن سِباقات السرعة هذه التي يبلغ طولها ٢٠ مترًا ستقودها إلى المُسابقات العالمية؛ ففي هذا الوقت لم يكن هناك أي فريق وطني سعودي للسيدات!
ولكنَّ والدتها شجَّعتها لتُجرِّب الانضمام إلى فريق المسار المنتظِم في جامعة نورث إيسترن في الولايات المتحدة. وفي عام ٢٠١٦، صنعت كاريمان التاريخ عندما أصبحتْ أول امرأة سعودية تتنافس في سباق 100 متر في ألعاب ريو العالمية.
بعد انتهاء سباق ألعاب ريو العالمية، جرَّبت كاريمان رياضة جديدة هي التجديف؛ ففي المرة الأولى التي صعدتْ فيها على القارب، وقعتْ في الماء، لكنَّها حاولت مرَّة أخرى إلى أن أصبحتْ تشعُر كأنها في مكانها المُريح.
لقد استغرقت كاريمان أكثر من عامين لإقناع المسؤولين بتأسيس الاتحاد السعودي للتجديف، لكنَّها في النهاية فعلتْها، فقد بدأ الاتحاد بمجموعة من أربعة رياضيين، حتى أصبح الآن اتحادًا يُساعد مِئات الأطفال من جميع الأعمار على تجربة متعة التجديف.
وسواء كانت كاريمان تَجري أو تُجدِّف أو تتخطَّى الحدود، ستستمرُّ دائمًا في تَحدِّي نفسها.
تَخلَّص من خوفك من الخسارة، تكُنْ حُرًّا!
